l مواضيع مدونة فتافيت

للدخول على المدونه اكتب في جوجل مدونة فتافيت على الرابط الاتي http://noormaya.blogspot.com/

اخبار العربيه

سيتم غلق المدونه قريبا للزوار سارع بالاشتراك فى المدونه قبل غلق الانضمام

الاثنين، 18 يوليو 2011

أيها الانطوائي .. لا تقلق

أيها الانطوائي .. لا تقلق

 
كثيراً ودائماً ما أنتقد نظرتنا للأمور، فما يلفت النظر أن هذه النظرة تنطلق من منطق واحد تتفرع منه عدة أمور .. ألا وهو (منطق المستهلك) فالمستهلك دائما ما يتقبل ما يأتيه ويحاول أن يعدل حياته تبعاً للجديد القادم سواء أكان اختراعاً عبقرياً في مجال علمي أو أي ابتكار بسيط في أدوات المطبخ.  وقد يتخلص من شيء يمتلكه لصالح شيء جديد لا يعرف كيف يستخدمه أصلاً.. !! وفي النهاية لا يصل إلى شيء ألا الشعور الوقتي بالرضى ثم يبحث عن الموضة الجديدة وهكذا .. ومن بين الأمور التي غرق فيها مجتمعنا في السنوات الأخيرة  موضوع المظاهر الاجتماعية التي أصبحت كالقوالب الجاهزة التي يحاول أغلب الناس الالتزام بها..ومن بعض هذه المظاهر …



* من يتخرج من المرحلة الثانوية بتفوق فعليه بالطب أو الهندسة.
* ومن يرسب في سنة دراسية فهو فاشل.
* ومن لا يملك السيارة الفلانية فهو فقير أو موظف  (كحيان) ..
* ومن لا يجيد الغناء أوالإنشاد أوالرسم أوالتصوير فليس لديه هوايات محترمة!!
* ومن يملك صوتاً عالياً ولساناً طويلاً فهو قائد بالفطرة !!! .. (وهذا ما سوف اتحدث عنه بالتفصيل) ..
وقوالب كثيرة تعودنا عليها وهي دائماً تثبت عدم جدواها في الحياة الواقعية.  وكم من ضعيف في الدراسة تحول إلى شخص ناجح في الحياة العملية والعكس .. فوصفة النجاح لها خلطة معينة وهي فكرة أو رؤية وقدرة على تحقيقها والاستمرار فيها، وليس من ضمن الوصفة حصولك على 90% أو 100% في امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي كما تسمى في بعض الدول).. صحيح أن النتيجة قد تفتح أبواباً أكثر للنجاح المستقبلي مثل المنح الدراسية وغيرها إلا أن هذا لا يضمن النجاح في الحياة دائماً.
استوقفني اليوم مقال للدكتورة جينيفر كانويلير بعنوان "لماذا تصنع الانطوائية قائداً أفضل؟" ..
تعودنا أن نلغي حق الشخص الانطوائي في أن يكون قائداً أو ناجحاً أو مؤثراً، لأننا تعودنا من مدرسينا ومربينا أن القادة هم الأعلى صوتاً والأقدر على السيطرة على القطيع وأن القيادة أمر عظيم ولا تتوفر إلا للقلة القليلة، والكثير الكثير من التعريفات والإطارات التي توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن القيادة هي فن السيطرة والصراخ.  ومع تقدم الوقت برزت طرق أخرى للقيادة منها القدرة على التحليل واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفهم النفسيات والتعامل مع الناس والتسويق  واللغة الإنجليزية، وبقيت ميزة الصراخ والسيطرة ضمن أحد فضائل القادة المفضلين في نظر المجتمع.
وكوني لست قائداً بالفطرة ولا متحدثاً مفوهاً ..  كنت دائماً أتساءل .. أين موقعي؟  إذا كان “فلان” قائداً وهو ولد كذلك فماذا أفعل أنا وغيري وغيري وغيري .. هل نسير كالقطيع خلف ذلك المهووس بالسيطرة، أم هل يسير كل منا في اتجاه فنضيع ونهلك لأننا تخلفنا عن القائد!! الأمر معقد وكنت لا أجد له جواباً.  أقول أن الأمر معقد بالنسبة لي فأنا شخص غير انطوائي وبنفس الوقت لست قائداً بالفطرة على حسب مواصفات مجتمعنا المستهلك.  إذاً، فماذا عن الانطوائي الحقيقي !!  كيف يعيش وكيف يقود عمله وبيته وحياته وهو ليس بقائد، وهل يفقد فرصته في الحصول على دور قيادي وريادي في هذه الحياة؟؟!!

وجدت الإجابات في ذلك المقال الذي ينصف الانطوائيين وكل الغير بارزين كقادة.   وقبل ذلك شعرت بأن القيادة أمر لا يمكن حده بحدود واضحة ، فهو أمر يتغير على حسب الزمان والمكان.  ففي الماضي يصعب على الجنود تقبل قائد لا يحسن المبارزة أو ركوب الخيل، أما الآن فربما لا يعرف القائد الكثير عن مجال عمله ولكنه يعرف القدر الكافي ليؤدي ذلك العمل.
أعود إلى الانطوائية والانطوائيين، فمعظم الناس وحتى الانطوائيون لا يحبون أن يناديهم أحد بهذه الكلمة… ولكن هل تصدّق أن الأسماء التالية وغيرهم ممن يمثلون 40% من كبرى الشركات الناجحة اعترفوا بأنهم انطوائيون !! واخترت منهم ثلاثة أسماء قد يعرفها الجميع ..
* بيل جيتس أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت ورئيسها السابق.  أحد رجال الأعمال الشباب الرواد في مجال الأعمال. والذي ألهم الكثيرين من الشباب من بعده ومازال هناك الآلاف ممن يسيرون على دربه.. أبرزهم سيرجي براين ولورنس بيج مؤسسا شركة جوجل.
* وارن بفافيت الذي يعتبر مدرسة في الاستثمار، والأعمال الخيرية.  وتجري من تحت يديه مليارات الدولارات من خلال مجموعة بيكشير هيثواي رغم شخصيته الانطوائية وحياته البسيطة.
* الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يعتبر أشد انطوائية من السابقين.  وبغض النظر عن إنجازاته السابقة فقد نجح في الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو ذروة الانجاز لطفل عاش طفولة انطوائية لا توحي بأي انجاز كبير قد يحققه يوماً في حياته.
وأمثلة كثيرة، والشاهد في الموضع أن هؤلاء وصلوا إلى مراتب عليا في المجال السياسي أو الاقتصادي أو التقني رغم شخصياتهم الانطوائية.
ويتمتع الانطوائيون بمميزات قد لا يشعرون بها ولكنها مؤثرة جداً في القيادة.
1- يفكرون أكثر ويتكلمون أقل: ويشمل تفكيرهم الفهم العميق لما يفكر به الطرف الآخر، لذلك فهم غالباً ما يتحدثون بعد التفكير والتأمل، لذلك فهم يحبون الاستماع العميق لفرق العمل التي تعمل تحت قيادتهم ويقدرون الإنجازات أكثر من غيرهم، ويتعلمون أكثر ممن يحبون الكلام واستعراض قدراتهم الإدارية والقيادية.
2- التركيز على عمق التفاصيل: يحب الانطوائيون عموماً الغوص في التفاصيل ومناقشة الأمور جيدا قبل عرضها.
3- متسلحون بالهدوء مع الثقة حتى في أصعب المواقف، وتكون الحاجة لهم ضرورية في وقت الكوارث حيث يتميزون بالهدوء والثقة أثناء الحديث مما يشعر الجماهير بالثقة، وبأن الشخص أو القائد المتحدث يعرف ما يقوله جيداً وبإمكانه حل هذه المشكلة. ويتصرفون بسرعة بعد إلقاء تصريحاتهم على الملأ.
4- يفضل القادة الانطوائيون الكتابة على الكلام، فهم يميلون أكثر إلى شرح أفكارهم عن طريق الخرائط الذهنية وطرق الكتابة الأخرى.  لذلك فهم غالباً ما يكونون أكثر تأثيراً في مجال الشبكات الاجتماعية الإلكترونية التي تعتمد في الأساس على الكتابة.  فهم يحسنون التواصل مع العملاء والموظفين بطريقة المدونات المتخصصة والمناقشات الألكتروني، لذلك يمكنهم التأثير في الآلاف من خلال الكلمة المكتوبة .. ويشار إليهم غالباً بهذه الصفة .. They let their fingers do the talking.
5- يزيد حماس القادة الانطوائيين كلما زادت فترات خلوتهم مع أنفسهم، ويعانون بعض الشيء من كثرة الناس حولهم أثناء التحضير لعمل معين أو مشروع جديد، ولكنهم يعودون بعد خلوتهم محملين بالأفكار والقرارات وحينها يكون عندهم الاستعداد على التفاعل الإيجابي مع فريق العمل وشرح وجهة نظر القائد وإعطاء الفريق فرصة لفهم المقصود والتعبير عن رأيهم فيه.  بالتالي تزيد الثقة بين فريق العمل والقائد ويشعرون بأهميته رغم أنه لا يضغط عليهم لإنجاز العمل.



يلاحظ من خلال العرض السابق أن الشخص الانطوائي ليس بالضرورة شخص فاشل إدارياً، فيمكنه أن يحظى بمؤهلات تفوق القائد المتفتح المنطلق، والمسألة شخصية فمن أن أراد أن يحقق هدفاً واجتهد في ذلك فلن يفشل مهما كانت طبيعته الشخصية.  تجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من طرق وأدوات تحليل الشخصيات، ويعتقد الكثير من أصحاب النظرة السطحية أن النتيجة يجب أن تكون ايجابية وتشير إلى شخص قيادي أو متفتح.  والواقع ان هذه الأدوات عبارة عن صورة يلتقطها الشخص لنفسه ليعرف إيجابياته وسلبياته وينطلق، لا أن نقول للقائد (أوكي) ونقول لغير القائد (انت لا تصلح) .. أعيدوا النظر في تعريف الأمور من حولنا وكفانا سطحية في التعاطي مع ما حولنا من نعم وكنوز. ولأن موضوع القيادة بحر كبير من الآراء المتداخلة .. فأترك المجال لآرائكم وتجاربكم في القيادة. وأنت أيها الانطوائي.. لا تقلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

احدت التدوينات

شات مدونه